حلقات الذكر ببلاد
زواوة ، ودورها
في التربية و ترسيخ العقيدة
التصميم:
تمهيد.
·
تعريف الحلقة.
·
أهدافها.
·
أنواعها.
·
مضمون معانيها.
·
فنيات مبناها.
·
النتائج.
·
نبذة عن فضل حلقات
الذكر.
·
الخاتمة
من إعداد سي حاج م,م,طيب
حلقات
الذكر ببلاد زواوة، ودوورها في
ترسيخ العقيدة
تمهيد:
منذ بزوغ
فجر الإسلام في ربوع البلاد ظهرت
الحاجة الملحة إلى كيفية نشر
العقيدة
وبالتالي كيفية
الحفاظ عليها، وترسيخها في
أذهان معتنقيها؛ وقد تعـددت الوسائل
والطرق التي يتوخى منها
القيام بهذه الأدوار، كلها
أو بعـضها على الأقل،. وقد لعـبت
المساجد دورا رائدا في هذا
المضمار، ومعها زوايا العلم
وتحفيظ القرءان. غير أن المستوى العلمي
الرفيع للدروس المقدمة في هذه
المؤسسات ، قد لا يناسب كل
الفئات ، خاصة فئة الكبار الذين
لم يسعـفهم الحظ
لنيل القدر المقبول من العلم.
ومع ذلك فليس من
الحكمة إهمال هذه
الفئة ؛ لأنها تمثل الأغلبية
الساحقة من الأمة؛ فكان
لزاما إيجاد وسيلة
وطريقة فعالة تناسب مستوى
هذه الفئة، وهنا ظهرت
فكرة حلقات الذكر.
ـ تعـريف الحـلقة:
الحـلقة لغويا
هي دائرة مفرغة الوسط. أما
اصطلاحا فهي تجمع مجموعة
من الناس على شكل
حلقة ـ تتسع وتضيق حسب
العـدد ـ حول رجل بارز
علما وأخلاقا, لتلقي المعارف
والمواعظ منه. وهذه هي
الطريقة المتبعة في إلقاء الدروس
بالمساجد والزوا يا، وبقيت
إلى عهد قريب.، وربما
لا تزال إلى اليوم
في بعض الأماكن؛ لبساطتها وفعاليتها لأنها لا تتطلب
تجهيزات إضافية عن أمكنة
الصلاة.
هذا
بالنسبة لطا لبي العلم
والتبحر فيه، أما بالنسبة
للعـوام فإن لهم
حلقات من نوع
خاص، تستجيب لحاجاتهم ، وتناسب
مستواهم؛ فكانت حـلقات الذكر
التي تستجيب لتلك الحاجات ؛ لاسيما أن
الشريعة أكدت على فضل
تلك الحـلقات ، وألحت
على حضورها؛
ـ سنتعـرض لذلك في ختام
هذا العـرض ـ
أهداف حلقات الذكر:
أهداف حلقات الذكر:
إذا كانت العامة تعتنق
الدين بإخلاص، وتقبل
عليه برغبة عارمة
، بغـية الارتواء من
منهله العـذب النمير ؛
فإن هذه النية
الطيبة وحدها غير
كافية ، فلابد إذن
من نشر مبادئ الدين العامة
الضرورية التي يجب معرفتها, حتى
تبنى العقيدة على
أساس سليم ، وحتى تؤدى
العبادات في حدودها
التي رسمها الشرع، فمن
خلال هذه الحلقات
يقدم قدر هام
من كل ذلك ، خاصة في مجال
العقيدة والأخلاق. وهكذا
تتجلى أهداف الحلقات
بأنها نشر للمعارف
الدينية ، وترسيخ للعـقيدة ، وتربية
أخلاقية, مستمدة من
الشريعة ؛ بين أولئك الذين
لا يمكنهم الحصول على
ذلك بوسائلهم الخاصة
المحدودة .
وهكذا نجد مبادئ
الدين العامة والأخلاق الفاضلة
منتشرة انتشارا واسعا
بين أفراد الأمة,
ولو كانوا أميين ، مما
يجعـلنا نجد بعـضهم
يملم إلماما كافيا
بما هو ضروري
من الدين، وقد
يتجلى ذلك في
سلوكه, حيث يتسم بالاستقامة
والعفة والنزاهة والأمانة,
والإيثار وحب الخير، والتعاون
على البر والتقوى...
كل
ذلك نتيجة للتربية السامية المستمدة من
مبادئ الدين الحنيف.
حتى أن بعض
المجتمعات التي كثر فيها
هذا الصنف من الناس الطيبين، كادت تحقق
حلم الفلاسفة في
الوصول إلى تحقيق
المدينة الفاضلة.
نوع
الحلقات:
لا يكاد يخلو أي
تجمع من الأهالي من
حلقات الذكر أو ما
يشبهها، وهذه أنواع
منها:
1
ـ في المساجد صباحا ومساء عقب
صلاتي الصبح والمغـرب ،
وتعـقد باستمرار مع الإمام وبعـض المصلين
حسب الرغبة والاستعـداد؛
حتى أن بعض
الأئمة توصلوا إلى
إلزام المداومين بتوفير
المعـوض لهم عند
الغياب، ضمانا لاستمرار
الحلقة.
2 ـ
في شهر رمضان
المبارك بعـد صلاة
التراويح، وهـذه الحلقات
يحضرها معظم المصلين،
لأنها تجتذب إليها
الجميع بسبب الجو
السائد من الإقبال, على
العبادات في هذا
الشهر .
3 ـ في
عيد الفطر وعيد
الأضحى ، وفي هذين
العيدين يشارك الجميع؛ لأن
وقت الحلقة مناسب؛ لوقوعه قبل صلاة
العيد، ولأن ترديد
التسبيح والتهليل والتكبير
والحوقلة ، بأصوات شجية ندية
، وألحان
عذبة حلوة، تأسر النفوس ، وتحلق
بها عاليا ، تجعلها سابحة
في ملكوت السماوات
؛ كما تحلق حمائم
الفردوس, وتسبح سمكات
الكوثر في الجنة .
4 ـ في
زوايا القرءان حيث
يأتي المريدون [ الاخوان] لزيارة الشيخ ،
فهم يعـقـدون حلقاتهم
للذكر بجانب الطلبة
نزلاء الزاوية.
5 ـ وفي
معظم المساجد تعـقد
حلقات الذكر أيام الجمعة
قبل الخطبة. وتكاد تقتصر
على الصلاة على
النبي [ص] . لورود أثر في
فضل الصلاة عليه
في هذا اليوم.
6
ـ عقد حلقات وتجمعات
للذكر في بعض
المزارات، ويكون ذلك
في المواسم الدينية،
كالمولد النبوي الشريف
والعاشوراء. وقد تكون في
غير ذلك.
7 ـ تعـقـد تجمعات أخرى
للذكر دوريا في بعض الزوايا
المتخصصة بالذكر؛ كزاوية
الشيخ أمقران آيت
زلال قديما، وزاوية الشيخ
محند والحسين. وقد
تستمر أياما وليالي
دون انقطاع.
8 ـ تعـقد حلقات
للذكر في سهرات
الوفاة؛ وتنصب الأذكار فيها
على الناحية الدينية،
من تسبيح وتحميد، ووعظ
وإرشاد، والاستعـداد للحياة بعد الممات ، والـتذكير
بالآخرة ونعـيمها بالنسبة للسعـداء ، وأهوالها وعذابها بالنسبة
للأشقياء. ويكون الذكر بالتناوب
مع الطلبة الذين
يقرؤون القرءان. هذا
عند الرجال أما
عند النساء فلا
يسمع إلا الذكر, لأنهن
لا يحفظن القرءان. ولدى بعض
العائلات تعـقد هذه
الحلقات في الذكرى
الأربعين للوفاة أيضا.
9 ـ وهناك عائلات
تعـقد حلقاتها محليا ، دون
أن ترتبط بأية
مناسبة، ولكنها غالبا ما تعـقـد
عند زيارة ضيف من
الأقارب ، ويحضرها الجميع
كبارا وصغارا ذكورا وإناثا؛ لأنها عائلية .
وقد تنطلق
الحناجر بهذه المدائح في الأشغال
الجماعية كجني الزيتون، أو
حملات الحصاد وغيرها، تبركا
بتلك الأذكار ،
وتخفيفا للتعب الذي أجهد
الجميع ، ومراعاة لتقليد الحياء
الذي لا يسمح بالغناء
عند تجمع الأقارب،
اللهم إلا إذا
كان لا يخدش الحياء.
هذا
ولعله من المفيد
أن نشير إلي اللغة
التي تلقى بها تلك
الأذكار وهاتيك المدائح.
الجواب : إنها تلقى
بالعربية و بالقبائلية حسب المقام؛ فإذا
كانت مرتبطة بالعبادة ، فإنها تلقى
بالعربية ، إكراما لها،
ونزولا عند الرأي
السائد بأن العبادة
إنما تؤدى بلغة القرءان،
ولغة القرءان هي
العربية.
أما فيما عدا
ذلك فتؤدى بالقبائلية ؛
مثل الوفاة وذكراها
الأربعين، وتجمعات أخرى
غير مرتبطة بشعائر دينية.
مع العلم أن
الأذكار والمدائح الدينية
بالقبائلية، كلها ترجمة لمعاني
الأذكار بالعربية، وللمبادئ الواردة
في الشريعة، وهذا
نموذج من ذلك
ينوه بالصلاة على
النبي [ص]. مع التذكير بأهوال
القبر عند سؤال الملكين:
اَصْلاَةْ غَفَّرْسُولْ اَپْنِينْ رَشْذَغْكْ
اَيُولِيوْ فَارَسْ
ذَدْوَا
اِلْقَلْـپْ اَمُوضِيـن يَسَّرَذْ اَلْعَبْذْ
مَايُومَسْ
اَتَفَظْ
اَسَّنْ مَاكَاوِيـــنْ اَتسَدُّوظْ ذِطمَانَه اَيْنَسْ
اِڤُوعَرْ اُﮊَكَّا اَلْمُومْنِــتين اُلاَشْ اَلْقَضَا اَنِّـﭽَـس
فَـلاَّسْ اَرَّانْ
ثِمَذْلِــينْ ذِنَّا اِثِنَجَّانْ وَحْـذَسْ
نَتٍسَّا
ذلْفَعْلِيسْ ذِســـِينْ لاَچْمَاسْ لاَحْبِيبْ لاَمْوَنَسْ
اَلْمُلُوكْ اَثَسـْـثـَقْسِِيـنْ سَالْسَانْ لَيـْﭽزَّمْ
اَمْلَمْقَصْ
رَبِّ مَا
ِيوَنْ نَغْ سِيـــنْ اَنـَپِـي ذَشُو اِثْوَلاَظْ ذَﭽْسْ
الْعاَصِي
اَسْيِنِي خَمْسِينْ اَمْلَپْرَاقْ اَتَـتشْ اَثْــمَسْ
الرُوحْ
الَمُومَنْ اَذْيِسِّينْ اَرْيَذْهِشْ
وَرْيَفْـــرَاوَسْ
مَڤَسْلاَ
اِلسُّوره اَڤَّسِّيـنْ اِشَهَّذْ
رَبِّ وَحْـــذَسْ
جَدِّيسْ
نَحْسَنْ ذَالْحُسِينْ نَكِّنِي
ذِالاُمَّه اَيْنَـــسْ
ثَبُّورْثْ
الْجَنَّثْ اَسْـتسَلِّينْ الْمَسْكْ الْعَنْبَرْ اِنَعَّــسْ
الاَحْپَاپِيسْ
اَذَزْدَزِّيــنْ اَذْفَرْحَنْ سَالْحَالَه اَيْنَسْ
يَحْمَذْ
رَبِّ الْعَالَمِيــنْ زِغْ
ذِالدُّنِّيثْ يَتسَّحْبَسْ
ذُڤُّـذْمِيگْ آنَپِي عَاشْقِينْ مِكْنَسْعَى وَاللهْ اُرْنُويَسْ
رَبِّ رَژْقاغْ الْيَقِيــنْ
ذَصَّپْرْ
اَنْسِذْنَا يُونَـسْ
ذِالْجَنَّثْ اَنَزْذَغْ لَحْصِينْ جَمِيعْ اَكَّا دَنْحَسَّــسْ
ـ
مضمون الحلقات:
لكي
تبلغ هذه الحلقات
غايتها المرجوة فلابد من
تضمينها معاني ذات
صلة وثيقة بالدين؛ كالذكر الذي
يركز على أصول
العقيدة من تسبيح
وتهليل وتحميد وتكبير، وتمجيد
لرب العالمين، والصلاة
والسلام على اشرف
المرسلين، والحث على مكارم
الأخلاق، والدعوة إلى الزهد
في الماديات، والتعلق
بالمعنويات والروحانيات، وعدم
الاغترار بمفاتن الدنيا ومباهجها، وصرف الهمم
إلى الصالحات والطاعات ،
والتزود بها للحياة بعـد
الممات ، كما تنفر من
الفساد والموبقات ، واقتراف الآثام
والسيئات. وهي كذلك
حافلة بالدعوات والابتهالات؛
وهذا نموذج من
أذكار رمضان:
سبحان الملك القدوس
رب الملائكة
والروح
« الحمد
لله الذي هدانا
لهذا ، وما كنا
لنهتدي لولا أن هدانا
الله لقد جاءت
رسل ربنا بالح» . اللهم
لك الحمد ، حمدا كثيرا
طيبا مباركا فيه ،
رضينا بالله ربا ،
وبالإسلام دينا ، وبالكعبة قبلة ، وبالقرءان إماما ، وبسيدنا محمد [ص].
نبئا ورسولا، ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم. تقبل بفضلك
أعمالنا ، وأختم بخيرك آجالنا، والطف
بعـبدك يا مولانا ، بجاه محمد
سيدنا.
ربنا
تقبل منا الصلاة
والصيام, واحشرنا في زمرة
خير الأنام.
اللهم
أمتنا مسلمين محسنين
، لا مبدلين ولا
مغيرين، لا فاتنين ولا مفتونين،
يا من
وفقت أهل الخير
إلى الخير وأعنتهم
عليه ، وفقنا
يا مولانا إلى الخير
وأعنا عليه.
ثم
يختم كل ذلك
كله بالصلاة على النبي [ ص].بصيغ متنوعة.
فنيات المبنى:
إذا
كان من السهل
جمع مضمون ما
يقرأ في حلقات الذكر
لتوفره في الكتب ، فأن
صياغته من الصعوبة بمكان؛
لأنه يجب أن
يجمع بين المعاني
السامية لمبادئ الدين ، وبين المستوى
البسيط لأولئك الذين
يتلقونه؛ لذا نجد
اللغة فيه سهلة
للغاية ، لا تكاد تستعصي على
أحد مهما كان زاده
اللغوي بسيطا، بل إن
كثيرا من المدائح
الدينية بالناحية صيغت
بالقبائلية، كي يفهمها
من لا يفهم العربية، وهم
الأغلبية الساحقة؛ بالإضافة
إلى عوامل التشويق التي
تبعـد الملل، وتحفز
الانتباه، وتبعـث الحيوية والنشاط ؛ وذلك بعـدم التزام
رتم واحد في
النظم والتلحين، ذلك الرتم
الذي ينتقل برشاقة
من إيقاع إلى
إيقاع ، وتلك الألحان الشجية ،
العـذبة الرقيقة, التي تأخذ
بالألباب ، وتأسر النفوس ؛
فتنطلق محلقة بها
في أجواء روحانية ،
عبقة بروائح زكية،
لا تقوى على شمها
إلا الأرواح، وملونة بألوان بديعة
زاهية، لم تألفها
العيون في عالم
الفناء.
كل ذلك يجعل
الإنسان ينغمس في
بحر من السكينة والهدوء، والراحة والاطمئنان، لامثيل لها في
عالم الواقع والماديات .
قال الله تبارك
وتعالى:
[الذين آمنوا وتطمئن
قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن
القلوب ، الذين آمنوا وعملوا
الصالحات طوبى لهم
وحسن مآب]. الرعد : الآيتان: 28ـ 29
نبذة
عن فضل حلقات
الذكر:
من المعروف أن
هناك آيات وأحاديث
كثيرة ، تحث على الذكر
كما تـنوه بحـلقات الذكر،
وتحض على ملازمتها؛ إذن حلقات الذكر
لم تنطلق من
الفراغ، بل لها مستند
متين وأساس سليم
من الشرع؛ فمن ذلك
هذا الحديث الشيق
الذي يصف حوارا
رائعا بليغا يسحر
العقول، وقد جرى
بين الله واللائكة.
لنستمع إليه:
عن أبي هريرة
[ض] قال : قال رسول
الله [ص]:
«إن
لله تعالى ملائكة يطوفون
في الطرق يلتمسون
أهل الذكر، فإذا وجدوا
قوما يذكرون الله
عز وجل تنادوا: هلموا إلى
حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى
السماء الدنيا، فيسألهم ربهم ـ وهو أعلم بهم ـ : ما يقول عبادي؟
قال : يقولون: يسبحونك، ويكبرونك،
ويحمدونك، ويمجدونك. قال: فيقول:
هل رأوني؟ فيقولون: لا والله ما رأوك،
قال فيقول: كيف
لو رأوني؟ قال :
يقولون: لو رأوك كانوا أشد
لك عبادة ، وأشد لك
تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا.
قال: فيقول: فما ذا
قالوا يسألونني؟ قال :
يقولون: يسألونك الجنة.قال:
يقول: وهل رأوها؟ قال:
يقولون: لا والله ما رأوها. قال: يقول :
فكيف لو أنهم رأوها؟ قال:
يقولون : لو أنهم
رأوها كانوا أشد
عليها حرصا، وأشد
لها طلبا، وأعظم فيها رغبة.
قال: فمم
يتعـوذون؟ قال: يقولون: من
النار. قال : يقول: وهـل رأوها؟
قال: يقولون: لا والله ما
رأوها. فيقول: فكيف لو
رأوها؟ قال: يقولون : لو رأوها كانوا
أشد منها فرارا، وأشد
لها مخافة. قال: فيقول:
فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال" يقول
ملك من الملائكة: فيهم فلان
ليس منهم إنما جاء
لحاجة، قال: هم الجلساء
لا يشقى بهم جليسهم».
وفي رواية مسلم؛ يقولون: «رب
فيهم فلان عـبد خطاء،
إنما مر فجلس
معهم. فيقول: وله غفرت، هم القوم
لا يشقى بهم جليسهم».
وفي حديث آخر عن
أبي هريرة[ض]، وعن أبي سعيد
الخدري [ض] قالا:قال رسول الله [ص]:
«لا يقعـد
قوم يذكرون الله
إلا حفتهم الملائكة،
وغشيتهم الرحمة، ونزلت
عليهم السكينة، وذكرهم
الله فيمن عنده». رواه
مسلم.
ــ الخاتمة:
إن الدور
التاريخي الذي قامت به
على أحسن وجه
حلقات الذكر بالناحية
قد أثمر ثمرات
يانعة ؛ تمثلت
في تربية أجيال
يقدسون الدين ، ويجعلونه
نبراسا يسيرون على نوره، ويستمدون منه عاداتهم
وتقاليدهم ، وبذلك
انتشرت الاستقامة والتكافل والمحبة
والوئام؛ حتى أضحت
تصرفات معظم الأفراد
تتسم بالمروءة والشهامة
والإيثار؛ فتسامت الأخلاق ، وارتفعت الهمم، وعاش
الناس في هدوء وراحة بال ، رغم
شظف العيش ، وقساوة الحياة.
إن مبادرة
تنظيم المهرجانات للمديح
الديني التي سنتها
مدير ية الشؤون الدينية،
وباقتراح من بعض
المخلصين ـ لهي مبادرة تستحق
كل تنويه، وكل
تشجيع، وكل عناية واهتمام، لأنها
تهدف إلى استغلال هذا الزخم
الهائل من التراث
الديني بالقبائلية. ولكي
يعـود هـذا الكنز
النفيس إلى دوره الفعال في
تهذيب الأمة، وقيادتها إلى
الاستقامة والصلاح؛ يجب
إحياؤه وحمايته من
الاندثار؛ ولتحقيق ذلك نقدم
هذه المقترحات المتواضعة:
1 ـ
أن يحدد
توقيت دوري معين
لتنظيم هذه المهرجانات خلال السنة.
2 ـ
إن توفر
الشروط ماديا ومعنويا لتنظيم هذه
المهرجانات.
3 ـ أن ينشـر
هذا التراث بمختلف
وسائل النشـر خاصة أشرطة
التسـجيل، لسهولة استعمالها.
4 ـ
تأليف جمعية ثقافية تنضوي
تحتها كل الفرق
التي تمارس هذا
النشاط، ، وتزويدها بما يلزم من
الإمكانيات المادية
والمعنوية.
محاضرة
ألقيت في مهرجان المديح
الديني
0 التعليقات:
إرسال تعليق