...
آخر المواضيع

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

دور الزوايا في المحافظة على هوية الأمة للدكتور سعيد بويزري


 دور الزوايا في المحافظة على هوية الأمة 



تمهيد:
إن الحديث عن الزوايا يجب أن ينصرف إلى الزوايا العلمية التي تعتبر مراكز للإشعاع العلمي ومنابع للهداية وحصونا منيعة تحفظ هوية الأمة وتحميها من جميع أشكال الدمار، ولا ينصرف إلى الزوايا التي تمكن للبدع وتنشر المناكر.

أولا: التعريف بالزاوية
يُطلق لفظ الزاوية على موضع أُعِد للعبادة ولتعليم القرآن الكريم، يشمل على مرافق لإيواء الطلبة وعابري السبيل، ويطلق عليها « ثمْعمَّرث » التي تفيد معنى العمار (ما ينافي الدمار)، وقد ظهرت هذه المؤسسة الدينية والاجتماعية في القرن الثامن الهجري، أسسها علماء ومصلحون لأداء رسالتها الدينية والاجتماعية والحضارية.
ومن تلك الزوايا العلمية ما يلي:
1. زاوية أولاد بومرداس ببلدية تيجلابين ولاية بومرداس، أسسها بومرداس حوالي القرن السابع الهجري.
2. زاوية المختارية ببلدية أولاد جلال ولاية بسكرة، أسسها الشيخ المختار بن عبد الرحمان عام 1871م.
3. زاوية الهامل بدائرة بوسعادة ولاية المسيلة، أسسها الشيخ محمد أبو القاسم القاسمي الحسني عام 1855م.
4. زاوية سيدي البودالي زاوية سيدي البودالي ولاية سعيدة، أسسها سيدي البودالي عبد القادر عام 1860م.
5. زاوية سيدي بن عبد الله بمعسكر، أسسها سيدي بن عبد الله عام 1850م.
6. زاوية سيدي سحنون، جمعة الصهاريج بلدية مقلع، ولاية تيزي – وزو، أسسها سيدي سحنون في القرن السابع الهجري.
7. زاوية سيدي أبي بكر بتيقزيرت، ولاية تيزي – وزو، أسسها سيدي أبو بكر في القرن السابع الهجري.
8. زاوية ثيفريث ناث الحاج، دائرة أزفون، ولاية تيزي – وزو، أسسها سيدي محمد وعلي والحاج عام 805ﻫ.
9. زاوية سيدي عمر والحاج، بوزقان، دائرة عزازقة، ولاية تيزي – وزو، أسسها سيدي عمر والحاج عام 805ﻫ.
10. زاوية سيدي أحمد بن إدريس، دائرة بوزقان، ولاية تيزي – وزو، أسسها أحمد بن إدريس البجائي عام 720ﻫ.
11. زاوية سيد علي اويحي ببني كوفي، بلدية بوغني، ولاية تيزي – وزو، أسسها سيد علي اويحي في القرن التاسع الهجري.
12. زاوية سيدي بهلول الشرفاء، دائرة عزازقة، ولاية تيزي – وزو، أسسها سيدي بهلول الغبريني في القرن الثامن الهجري.
13. الزاوية الحمامية، دائرة الأخضرية، ولاية البويرة، أسسها الشيخ عبد القادر القاضي الحمامي عام 1880م.
14. زاوية الشيخ بلحداد بصدوق، ولاية بجاية، أسسها الشيخ بلحداد في القرن الثالث عشر الهجري.
15. زاوية سيدي سعيد أمسيسن بصدوق، ولاية بجاية، تأسست في القرن التاسع الهجري.
16. زاوية سيدي أحمد أوحداد، دائرة أكفادو، ولاية بجاية، تأسست في القرن العاشر الهجري.
17. زاوية سيدي أحمد أويحي أومالو، ولاية بجاية، تأسست في القرن التاسع الهجري.
18. زاوية سيدي يحي العدلي بتمقرة، ولاية بجاية، تأسست في القرن التاسع الهجري.
19. زاوية أبي القاسم الحسيني البوجيلي، دائرة أقبو، ولاية بجاية، تأسست في القرن الحادي عشر الهجري.

ثانيا: رسالة الزوايا العلمية
إن مؤسسي الزوايا أصحاب رسالة، وبناة أمجاد، أسسوا تلك الزوايا لتكون قلاعا صامدة في وجه الاستدمار، فكانت رسالتها – منذ نشأتها – حماية هوية أمتنا من كل ألوان المسخ والطمس، وذلك من خلال:
1. خدمة القرآن الكريم: إن تعلم القرآن وتعليمه من أجل الأعمال، إذ يحظى معلمه ومتعلمه بصفة الخيرية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري.
2. تعليم اللغة العربية: فاللغة العربية هي وعاء الوحي، وهي الحافظة للتراث الإسلامي والمقوية للروافد التي تربطها بمنبعي الإسلام: الكتاب والسنة.
3. الوقوف أمام حملات التنصير: وقفت الزوايا أمام الزحف التنصيري بجميع حملاته من خلال نشر تعاليم الإسلام والذود عن حماه والرد على شبهات المنصرين.
4. الإصلاح بين الناس: تؤدي الزوايا دورا مهما في فض النزاعات القائمة بين الناس بطرق ودية وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية وهذا يمثل وجها مضيئا في مجال القضاء والتحكيم، اتجه الفكر القانوني والقضائي الحديث إلى تبني جل مفاصله.
5. الدور الثوري: انطلقت كتائب الجهاد من الزوايا مواجهة الاحتلال الفرنسي، ومما يدل على ذلك أن العديد من قادة المقاومات الشعبية تخرجوا من الزوايا أمثال: الأمير عبد القادر، الحاج محمد المقراني، لالة فاظمة نسومر، الشيخ بوعمامة، الشيخ الحداد، وغيرهم... إضافة إلى مساهمة الزوايا في ثورة التحرير المباركة التي أخذن بعدا إسلاميا تجلى في مظاهر كثيرة منها:
- انطلاق فلول المكافحين باسم «الله أكبر».
- تسمية المحاربين بوصف «المجاهد»، أو «المسبل».
- تسمية المقتول بـ «الشهيد».
- تطبيق وصايا الإسلام وأحكامه في التعامل مع الأسرى.
وقد واجهت فرنسا جهاد الزوايا بتدمير وحرق العديد منها
6. تخريج العلماء: كانت الزوايا محضنا خصبا لتخريج الرجال والعلماء العاملين الذين تركوا بصمتهم في مجال الفكر والإصلاح والقضاء والإفتاء مثل: الشيخ نصر الدين المشدالي، الشيخ أبو موسى عمران، الشيخ رزقي الشرفاوي الأزهري، الشيخ المولود الحافظي الأزهري، الشيخ البوجليلي، الشيخ أبو الفضل المشدالي، الشيخ محمد الصالح الرحموني المشدالي...
7. زرع القيم والأخلاق: تجلى ذلك في التراث الشفوي و المكتوب. ومثال ذلك:
أ- في مجال الشعر والنثر:
يعتبر الشعر والنثر من الأوعية الحاملة لمضامين قيمية أخلاقية.:
¨     الأصالة ثجديث:
ثجديث م ثجــأيـغ     ذ صـورا مبـلا أقـرو
ألمحـنا ثتراجويـاغ    ذ شوال أور نسعي فـرو

ذ ميس م سينا اباباس    أنـداث  وبريد نتجـديث
ثجديـث أمي ذ لساس    إفكان ألجـهد اثجـديث

ذ لخير ميخذميث ومذان   ذاعويـن يتسف ثمديث
أربـي باب أيــنـوان   ملاغ أبـريد نتـجديث
¨     التفكير في الآخرة:
قال الشيخ محند ألحسين لمحاوره:
سنــد أمــي غـر ثيـــجذيــث
أديــــفك ربي الصــبر اثنفسـيث
أولاش اس أور نــسعي ثمديــــث
أولاش أيـــض أور نســعي ثفجريث

ب. في مجال الحكم و الأمثال:
تمتاز الحكم و الأمثال الأمازيغية بالمميزات الآتية:
1. الإيجاز في المبنى والعمق في المعنى.
2. ارتباطها الوثيق بالقيم والأخلاق السلامية.
3. استيعابها لكثير من أمور الدين والدنيا.
4. سرعة انتشارها في أوساط المجتمع.
بعض الحكم والأمثال:
أ- وين إطفن ذقوان أور يتسقاذ يون.
ب - أرقاز تسارقا، ثمطوث تسامذا.
ج - وين أور نسعي ثرباعث أور يتسغيمي ثجماعث.
د - شباحا  أبرقاز ذ تسيروقزا، شباحا نتمطوث ذلحيا.
8. المؤسسات العرفية:
أ. مجلس القرية (ثجماعث): يتشكل من الذكور البالغين المكلفين، وهو عبارة عن برلمان صغير يتولى وضع القوانين المسيرة لشؤون القرية.
ب. رئيس المجلس (لمين): وهو رئيس مجلس القرية و راعيها.
ج. ممثل الحي (الطامن): وهو ممثل الحي في مجلس القرية.
د. أمين المال (لوكيل): يتولى جمع المداخيل مثل موارد الأملاك الجماعية (المشمل)، الهبات، الغرامات المفروضة على مخالفي القوانين العرفية.
هـ. المكلف بالشؤون الشرعية (ليمام): و يتولى تعليم الصغار تعاليم الدين الإسلامي، ويتولى تسجيل القوانين والقرارات الصادرة عن مجلس القرية.
9. القوانين العرفية:
أ- وجوب التعاون في إنجاز المشاريع العامة.
ب- تخصيص أوقات معينة لجلب الماء للرجال والنساء.
ج- تجريم السرقات المختلفة.
د- تجريم المشاجرات والشتائم بين الناس.

ثالثا: الدور الجديد للزوايا
يُنتظر من الزوايا والمدارس القرآنية الاستمرار في أداء رسالتها الحضارية مع التركيز على خدمة القرآن الكريم من خلال:
أ- تأهيل معلمي القرآن وتدريبهم.
ب- تخصيص منح دراسية للطلبة المتفوقين لإكمال دراستهم المعمقة.
ج- تنظيم دورات في أحكام التلاوة للمتمدرسين (في الإكماليات والثانويات والجامعات) أثناء العطل.
د- تدريس القرآن الكريم في المؤسسات العقابية.
ﻫ- المشاركة في تفعيل برامج القرآن الكريم في التلفزة والقنوات الإذاعية.
و- تنظيم المسابقات القرآنية منها:
        1- مسابقة تلاوة القرآن: ضبط أحكام التجويد، معرفة الوقوف، ضبط قواعد الحركات والإعراب.
        2- مسابقة حفظ القرآن: كاملا أو أجزاء منه.
        3- مسابقة القراءات القرآنية: للطلبة المتخصصين في القراءات السبع أو العشر.

        4- مسابقة تفسير القرآن: بأنواعه: التفسير الموضوعي، تفسير الأحكام، بيان وجوه الإعجاز.

                                                                                     ملتقى أعـلام البـويرة 

0 التعليقات: