الحريات الفكرية في الشريعة الإسلامية
و القوانين الوضعية - دراسة مقارنة -
و القوانين الوضعية - دراسة مقارنة -
تمهيد
إن تقرير الحريات في واقع الحياة يشكل السبيل العملي لتحقيق المقاصد
الأساسية للمجتمع الإنساني، ولتمكين الإنسان من أداء مقتضيات الاستخلاف فوق الأرض.
وموضوع الحريات الفكرية يتعلق بنشاط العقل الإنساني سواء تعلق الأمر باختيار عقيدة
معينة، أو القيام بلون من ألون العبادة، أو ممارسة التعليم أو التعبير عن الرأي
بالوسائل المشروعة.
وأهم الحريات الفكرية ما يلي:
أولا: حرية العقيدة.
ثانيا: حرية التعليم.
ثالثا: حرية الرأي.
أولا:حرية العقيدة
1- في الشريعة الإسلامية:
لقد جاء الإسلام رسالة للناس كافة، والنبي صلى الله عليه و سلم – وهو خاتم
النبيين – رحمة للعالمين، ومن النصوص الدالة على ذلك:
قوله تعالى: ﴿ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده
ليكون للعالمين نذيرا ﴾[1].
﴿ و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن
أكثر الناس لا يعلمون ﴾[2].
﴿ و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ﴾[3].
و قد بين الله أن الذي يقبله من الإنسان وينجيه من عذابه هو الإسلام: ﴿ إن الدين عند الله الإسلام ﴾[4].
﴿ و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في
الآخرة من الخاسرين ﴾[5].
أ- تقرير حرية الاعتقاد:
لقد قرر الإسلام حرية الاعتقاد، وبين أن ( الإيمان الصحيح المقبول يجيء
وليد يقظة عقلية، واقتناع قلبي، إنه استبانة الإنسان العاقل للحق، ثم اعتناقه عن
رضا ورغبة)[6]، ومن النصوص المؤكدة لذلك قوله
تعالى:
﴿ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
﴾[7].
﴿ وهديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾[8].
﴿ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾[9].
﴿ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ﴾[10].
ولقد رسم الله عز وجل لنبيه الكريم المنهج الذي يتبعه في تبليغ الرسالة حيث
يتجلى احترام حرية الإنسان في الاعتقاد، وأمره بلزوم أسلوب الإقناع العقلي، وعرض
حقائق الإيمان بالحجة والبرهان، وتتضح معالم ذلك المنهج في الآيات الآتية:
﴿ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن
اتبعني ﴾[11].
﴿ فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ﴾[12].
﴿ قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن
اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليهم بوكيل﴾[13].
﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادلهم بالتي هي أحسن ﴾[14].
﴿ لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في
الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون
﴾[15]
﴿ فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم
وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا
ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير ﴾[16]
وحينما تحدث القرآن الكريم عن المخالفين له والكافرين به لم يرغمهم على
اعتناقه لقوله تعالى:
﴿ لكم دينكم ولي دين ﴾[17]
﴿ لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا
برئ مما تعملون ﴾[18]
ويترسخ هذا النهج في مخاطبة القرآن الكريم لأهل الكتاب في مثل قوله تعالى:
﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ﴾[19]
﴿ قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم و لنا
أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون ﴾[20]
﴿ وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن
أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ﴾[21]
ويقرر القرآن ألوانا من الحماية لأهل الكتاب المسالمين، بأن أوصى بكفالة
الأمن لهم، والتعامل معهم قول الله تعالى:
﴿ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين
ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين﴾[22]
﴿ اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب
حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من
قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن بكفر بالإيمان
فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾[23]
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
( ألا من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته أو انتقص أو أخذ منه شيئا بغير طيب
نفسه، فأنا حجيجه يوم القيامة )[25]
وعندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وجد اليهود فلم
يأمر بإبعادهم بل رضي بوجودهم، ويظهر ذلك من خلال المعاهدة التي أبرمها معهم،
نقتطف ما يلي:
- المسلمون من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم أمة واحدة.
- إن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطون في فداء أو عقل.
- إن المؤمنين المتقين، على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو
عدوان أو فساد بين المؤمنين، وأن أيدهم عليه جميعا و لو كان ولد أحدهم.
- يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، إلا من
ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
- إ ن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من
حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر، دون الإثم ))[27].
وقد نهج الخليفة عمر بن الخطاب ذلك المنهج حينما كتب عهده لأهل بيت المقدس
عقب الفتح يقول فيه:(( بسم الله الرحمن الرحيم.هذا ما أعطي عبد الله عمر أمير
المؤمنين أهل إيلياد من الأمان: أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم،
وصلبانها، وسقيمها وبريئها، وسائرملتها، إنه لا تسكن كنائسهم وتهدم، ولا ينقص
منها، ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، و لا يكرهون على
دينهم، ولا يضار أحد منهم...))[28] وحينما كان عمر بن الخطاب يتفقد
آثار المدينة الدنية برفقة الأسقف، أدركته الصلاة وهو بكنيسة القيامة، طلب إليه
البطريق الصلاة بالكنيسة، اعتذر عمر خشية أن يأتي المسلمون بعد ذلك فيخرجوا
النصارى من الكنيسة لأن الخليفة عمر قد صلى فيها.
وإذ ورد الأمر بالجهاد في الإسلام، فلا يعني ذلك الإكراه على اعتناقه عنوة،
وإنما شرع الجهاد لرد العدوان عن الإسلام، وتأمين طريق الدعوة إليه، ذلك ما سجله
القرآن الكريم في الآيات الآتية:
﴿ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على
نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع
الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا
ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ﴾[29]
﴿ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا
تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ﴾[30] ﴿ لا ينهاكم
الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا
إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في لبدين وأخرجوكم
من ديارهم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ﴾[31]
﴿ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن
انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ﴾[32].
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في
سبيل الله )[33]
( رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة
سنامه الجهاد، لا يناله إلا أفضلهم )[34] وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت يا
رسول الله أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال: ( الصلاة
على وقتها )، قلت: ثم أي ؟ قال: ( بر الوالدين
) قلت: ثم أي ؟ قال: ( الجهاد في سبيل الله )[35]. وقد أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى
آداب الجهاد، فكان إذا بعث إلى سرية قال: ( بسم الله،
وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا،
ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا)[36].
ب – الردة
المراد بالردة: خروج المسلم من الإسلام طواعية[37]، بعد أن كان فيه بالقول أو بالفعل، ومن يفعل
ذلك يعد مرتدا إلى الوراء بعد أن تقدم إلى الهداية والرشد[38].
موقف العلماء من عقوبة الردة:
لقد قرر العلماء الأقدمون أن المرتد يقتل اعتمادا على الأحاديث الآتية:
( من بدل دينه فاقتلوه )[39].
( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث: الثيب الزاني،
والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة )[40].
روي أن معاذا قدم على موسى وقد وجد عنده رجلا موثقا، فقال: ما هذا ؟ قال:
رجل كان يهوديا فأسلم، ثم تهود، فقال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله[41].
فهذه الأحاديث[42] تؤكد على أن عقوبة المرتد هي القتل، وحكمة
ذلك تتمثل في حماية حرية العقيدة من العبث والفساد، ويعلل الشيخ أبو زهرة[43] ذلك بقوله: ( أن الدولة الإسلامية قائمة على
الدين، فمن خرج منه فقد ناوأها، وخرج عليها، وهو يشبه الآن من يرتكب الخيانة
العظمى)[44].
ويرى بعض المعاصرين أن المرتد لا يقتل، بل يدعى إلى الإسلام كمن لم يسبق
منه إسلام، وممن ذهب إلى هذا الرأي الشيخ عبد المتعال الصعيدي[45]، وقد اعتمد على أدلة نلخصها فيما يلي:
أ- الأدلة النقلية
1.
إن قول الله تعالى: ﴿ لا إكراه في الدين ﴾
يخاطب الجميع على السواء: الذين لم يسبق لهم الإسلام، وكذا المرتدين، ثم إن القرآن
لم يسلط عقابا على المرتد في الدنيا، إنما عقابه في الآخرة.
الأول: عدم قبول العمل بأحاديث الآحاد في العقائد.
الثاني: حمل حديث ( من بدل دينه فاقتلوه ) على المرتد المقاتل، ولا يكون
السبب في قتله ارتداده، بل قتاله للمسلمين.
ب – الدليل العقلي
ما دام أن الاختيار شرط في صحة إسلام شخص لم يسبق له أن أسلم، فيجب أن يكون
مطلوبا كذلك في الشخص الذي ارتد بعد الإسلام، ثم إن الإسلام لا يستفيد من شخص يعلن
إسلامه بالإكراه ويبطن كفره.
ولقد نص البيان العالمي لحقوق الإنسان في الإسلام[47] في المادة 13 على حق الحرية
الدينية، ورد فيها ما يلي: ( لكل شخص حرية الاعتقاد وحرية العبادة وفقا لمعتقده: ﴿
لكم دينكم ولي ديني ﴾.
2- في القوانين الوضعية
يراد بحرية الاعتقاد في الفقه الدستوري: ( حرية الشخص في أن يعتنق الدين أو
المبدأ الذي يريده وحريته في أن يمارس شعائر ذلك الدين سواء في الخفاء أو
العلانية، وحريته في أن لا يعتقد بأي دين، وحريته في أن لا يفرض عليه دين معين، أو
أن يجبر على مباشرة المظاهر الخارجية، أو الاشتراك في الطقوس المختلفة للدين، وحريته
في تغيير دينه، كل ذلك في حدود النظام العام، وضمن الآداب )[48].
و إذا كانت تلك الحرية مقيدة بالنظام العام فإنه لا يصح لأي شخص في دولة ما
أن يدعو إلى ما يتنافى ونظامها العام الذي تحدد معالمه حسب كل دولة.
وقد وردت حرية الاعتقاد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان[49] في المادة 18 التي تنص على ما يلي: ( لكل
شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته، أو
عقيدته وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء كان
ذلك سرا أم مع الجماعة ).
كما أشار المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان[50] إلى حق الأقليات في اعتناق دينهم الخاص
وممارسة شعائره، وقد نصت دساتير العالم على حرية المعتقد كحق من حقوق المواطنين،
ومن ذلك:
ـ نص المادة 36 من الدستور الجزائري الحالي:
( لا مساس بحرمة حرية المعتقد...)
ـ نص المادة 46 من الدستور المصري:
( تكفل الدولة حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية ).
ـ نص الفصل 5 من الدستور التونسي:
الجمهورية التونسية تضمن حرية الفرد وحرية المعتقد وتحمي حرية القيام
بالشعائر الدينية ما لم تخل بالأمن العام ).
ـ نص المادة 20 من الدستور الياباني:
( حرية العقيدة الدينية مكفولة لكل فرد، ولا يجوز أن ترتب الدولة امتيازا
لأية جماعة دينية، أو السماح لها بممارسة السلطة السياسية، ولا يجوز إكراه فرد على
المشاركة في أعمال أو مراسم أو شعائر أو طقوس ذات طابع ديني...).
ثانيا: حرية التعليم
أ ـ في الشريعة الإسلامية
لقد دعا الإسلام إلى العلم في نصوص كثيرة منها قوله تعالى: ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم
الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم ﴾[51]، فالآية تشير إلى أن العلم في الإسلام لابد
أن يكون في حضانة الإيمان بالله، وبهذا يكون العلم أداة خير لا معول هدم، يكون
للتعمير لا للتدمير )[52].
ومن الآيات التي تبرز مكانة العلم في الإسلام ما يأتي:
﴿ ن، والقلم وما يسطرون ﴾[53].
﴿ شهد الله أنه لا إله إلا الله والملائكة وأولوا
العلم قائما بالقسط ﴾[54].
﴿ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
﴾[55].
﴿ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم
درجات ﴾[56].
﴿ إنما يخشى الله من عباده العلماء ﴾[57].
﴿ وقل ربي زدني علما ﴾[58].
ومن الأحاديث النبوية التي تبين فضل العلم ومقام العلماء، ما يلي:
( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )[59].
ـ عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة،
وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في
السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر
على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا
درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر )[60].
ـ عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع )[61].
ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم
ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)[62].
وقد بين الله عز وجل مقام العلم في حياة الأنبياء والرسل، وبين دوره في
إقامة الحجة على الناس، فقال على لسان إبراهيم:
﴿ يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك
فاتبعني أهدك صراطا سويا ﴾[63].
وقال في شأنه: ﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على
قومه نرفع درجات من نشاء﴾[64].
وقال الله على لسان يوسف: ﴿ قال اجعلني على خزائن
الأرض إني حفيظ عليم ﴾[65].
وقال الله في شأن يوسف: ﴿ولما بلغ أشده آتيناه
حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين﴾[66].
وقال تعالى عن عيسى: ﴿ ويعلمه الكتاب والحكمة
والتوراة والإنجيل ﴾[67].
وقال الله عن محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وأنزل
الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم، وكان فضل الله عليك عظيما ﴾[68].
من هنا نرى أن للعلم مكانة عالية، لذا من حق الإنسان أن يأخذ من العلم ما
تتسع له مداركه، ليتمكن من أداء وظيفة الاستخلاف فوق الأرض[69]، وهذا يفسر شمولية العلم في منظور الإسلام،
إذ لا يمكن حصره في مجال من المجالات.
يقول الشيخ محمد الغزالي[70]: ( وتخصيص العلم بلون معين من الثقافة
كتخصيص المال بنوع معين من الأملاك لا وجود له، ولا شك أن في طليعة ما تجب معرفته
حق الله على الناس وحق الناس بعضهم على بعض، فإن هداية السلوك إلى الصالح العام
كبيرة الأثر في تنظيم الجماعات وتوجيه السياسات، لكن من الخطأ أن نظن أن العلم
المحمود هو دراسة الفقه والتفسير وما شابه ذلك من الفنون فحسب، وأن ما وراءها فهو
نافلة يؤديها من شاء تطوعا أو يتركها، وليس عليه حرج...!
هذا خطأ كبير، فإن علوم الكون والحياة ونتائج البحث المتواصل في ملكوت
السماء والأرض لا تقل خطرا عن علوم الدين المحضة...إن علوم الحياة مساوية لعلوم
الآخرة في خدمة الدين وتجلية حقائقه ).
من هنا نعلم أن جميع العلوم تتعاون وتتكامل من أجل معرفة الحقائق المختلفة،
وبقدر ما يكون هذا الأمر واضحا في ذهن المتعلم، بقدر ما يحرص على تحصيل العلوم
واحترام أهل العلم.
وقد حرص الإسلام على تكوين العقلية العلمية وترسيخ أصولها من خلال[71]:
ـ رفض أي دعوى بغير دليل، والدليل هو:
ـ رفض الظن حيث يطلب اليقين[75].
ـ رفض العواطف والاعتبارات الذاتية حيث يطلب الحياد والموضوعية[76].
ـ رفض الجمود والتقليد والتبعية الفكرية للآخرين[77].
ـ النزول عند رأي الخبراء وأهل التخصص[78].
وقد نص البيان العالمي عن حقوق الإنسان في الإسلام على الحق في التعليم في
البند 21 كما يلي:
((... أ- التعليم حق للجميع، وطلب العلم واجب على الجميع ذكورا وإناثا على
السواء (طلب العلم فريضة على كل مسلم)[79].
ـ والتعليم حق لغير المتعلم على المتعلم:
﴿ وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينه للناس ولا تكتمونه فنبذوه
وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا، فبئس ما يشترون ﴾[80].
( ليبلغ الشاهد الغائب )[81].
ب- على المجتمع أن يوفر لكل فرد فرصة متكافئة، ليتعلم ويتسير: ( من يرد
الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله – عز وجل – يعطي )[82].
ولكل فرد أن يختار ما يلائم مواهبه وقدراته: ( كل لما يسر له )[83].
كما أشار إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام[84] إلى ذلك الحق في المادة التاسعة:
(( طلب العلم فريضة، والتعليم واجب على المجتمع والدولة، وعليها تأمين
سبيله ووسائله، وضمان تنوعه بما يحقق مصلحة المجتمع ويتيح للإنسان معرفة دين
الإسلام )).
ب ـ في القوانين الوضعية
إن مقتضى تقرير حرية التعليم، إتاحة الفرصة لجميع المواطنين لتحصيل العلم
بطريقة عادلة، بلا تمييز بسبب الفقر أو الغنى، والذكورة أو الأنوثة، والصغر أو
الكبر.
و إذا كانت الدولة هي القائمة بالإشراف على المؤسسات التعليمية بمختلف
أنواعها من حيث رسم خريطتها، وتعيين القائمين عليها، واعتماد البرامج، ووضع
المناهج، فهذا لا يتنافى وحرية التعليم بل يحقق لونا من العدل في تقريب العلم إلى
جميع المواطنين.
وقد نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على هذا الحق في المادة 26: (( لكل
شخص الحق في التعلم، ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل
بالمجان، وأن يكون التعليم الأولي إلزاميا، وينبغي أن يعمم التعليم الفني والمهني،
وأن ييسر القبول للتعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة
)).
كما نص إعلان حقوق الطفل[85] في المبدأ السابع على: (( حق الطفل في
التعليم الإجباري المجاني )).
(( 1ـ تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في التعليم، وتحقيقا للإعمال الكامل
لهذا الحق تدريجيا وعلى أساس تكافؤ الفرص، تقوم بوجه خاص بما يلي:
أ - جعل التعليم الابتدائي إلزاميا ومتاحا مجانا للجميع.
ب – تشجيع تطوير شتى أشكال التعليم الثانوي، سواء العام أو المهني،
وتوفيرها وإتاحتها لجميع الأطفال، واتخاذ التدابير المناسبة مثل إدخال مجانية
التعليم، وتقديم المساعدة المالية عند الحاجة إليها.
ج – جعل التعليم العالي بشتى الوسائل المناسبة متاحا للجميع على أساس
القدرات.
د – جعل المعلومات والمبادئ الإرشادية التربوية والمهنية متوفرة لجميع
الأطفال وفي متناولهم.
ﻫ - اتخاذ تدابير لتشجيع الحضور المنتظم في المدارس، والتقليل من معدلات
ترك الدراسة )).
2 ـ (( تتخذ الدول الأطراف كافة التدابير المناسبة لضمان إدارة النظام في
المدارس على نحو يتماشى مع كرامة الطفل الإنسانية، ويتوافق مع هذه الاتفاقية )).
3 ـ (( تقوم الدول الأطراف في هذه الاتفاقية بتعزيز وتشجيع التعاون الدولي
في الأمور المتعلقة بالتعليم، وبخاصة بهدف الإسهام في القضاء على الجهل والأمية في
جميع أنحاء العالم، وتيسير الوصول إلى المعرفة العلمية والتقنية، وإلى وسائل
التعليم الحديثة، وتراعى بصفة خاصة احتياجات البلدان النامية في هذا الصدد )).
وتأكد حق الطفل في التعليم في ميثاق حقوق الطفل العربي[88]، فنصت المادة 21 على: (( إقامة نظام تعليمي
سليم في كل دولة عربية وعلى نطاق الوطن العربي يكون إلزاميا في مراحله الأساسية،
ومجانيا في كل مرحلة للقادرين على مواصلته من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى التعليم
العالي دون تمييز بسبب القدرة الاقتصادية أو المنبت الاجتماعي، أو الرأي السياسي،
وأن يسترشد في ذلك باستراتيجية تطور التربية في الوطن العربي )).
وإذا كان ذلك شأن الوثائق الدولية بخصوص الحق في التعليم، فإننا نجد
الدساتير[89] تولي اهتماما خاصا بهذا الحق، نظرا لأهميته
في حياة الفرد والمجتمع، وقد ضمن الدستور الجزائري الحق في التعليم في المادة 53:
(( - الحق في التعليم مضمون.
- التعليم مجاني حسب الشروط التي يحددها القانون.
- التعليم الأساسي إجباري.
- تنظم الدولة المنظومة التربوية.
- تسهر الدولة على التساوي في الالتحاق بالتعليم والتكوين المهني )).
كما نص الدستور المصري على حق التعليم في المواد الآتية:
المادة 18: (( التعليم حق تكفله الدولة، وهو إلزامي في المرحلة الابتدائية،
وتعمل الدولة على مد الإلزام إلى مراحل أخرى، وتشرف على التعليم كله، وتكفل
استقلال الجامعات ومراكز البحث العلمي، وذلك كله بما يحقق الربط بينه وبين حاجات
المجتمع والإنتاج )).
المادة 19: (( التربية الدينية مادة أساسية في مناهج التعليم العام )).
المادة 20: (( التعليم في مؤسسات الدولة التعليمية مجاني في مراحله
المختلفة )).
المادة 21: (( محو الأمية واجب وطني تجند كل طاقات الشعب من أجل تحقيقه )).
ثالثا: حرية الرأي
أ ـ في الشريعة الإسلامية
لقد كفلت الشريعة الإسلامية حرية الرأي[90]، وهي الوسيلة التي تمكن المسلم من أداء
الواجبات الآتية:
أولا: واجب النصح.
ثانيا: واجب الدعوة.
ثالثا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
رابعا: تطبيق الشورى.
أولا: المناصحة
باستقراء نصوص القرآن، يتجلى لنا مبدأ المناصحة، فقد اعتمده الأنبياء في
توجيه أقوامهم، ومثال ذلك قوله تعالى على لسان نوح: ﴿ قال
يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم
﴾[91].
وقال على لسان هود: ﴿ قال يا قومي ليس بي سفاهة
ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ﴾[92].
وقال على لسان شعيب: ﴿ فتولى عنهم وقال يا قومي لقد أبلغتكم رسالات ربي
ونصحت لكم ﴾[93].
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة، قالوا: لمن ؟ قال: لله
ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )، وقال أيضا: ( من
لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم )[94].
وفي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه قال: ( بايعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة...والنصح لكل مسلم ).
ثانيا: القيام بواجب الدعوة
إن الدعوة إلى الله تتطلب التعبير عن الرأي في حدود المعرفة والفهم لحقائق
الإيمان وقضايا الشريعة، ومن النصوص التي تدعو إلى القيام بالدعوة قوله تعالى:
﴿ ﴾[95].
ثالثا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعد وجها بارزا لممارسة حرية الرأي،
ومن النصوص الآمرة بذلك قوله تعالى: ﴿ولتكن منكم أمة
يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ﴾[96].
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر
كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر)[97].
رابعا: مبدأ الشورى
ومن صور ممارسة حرية الرأي تطبيق مبدأ الشورى الذي نص عليه القرآن الكريم
في آيتين هما: ﴿ وشاورهم في الأمر﴾[98] و ﴿ وأمرهم شورى
بينهم ﴾[99].
وإذا كانت حرية الرأي مباحة فإنها ليست مطلقة بل تضبطها ضوابط، وتحدها حدود
تحول دون تحولها إلى أداة لإلحاق الأذى بالقيم والأخلاق، أو معول هدم للنظام العام
والأمن[100].
و من هذه القيود مايلى:
أ-تحريم القذف، والنهش في أعراض الناس لذلك شرع حد القذف في قوله تعالى: ﴿ و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم
ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ﴾[101]، وقال أيضا: ﴿إن
الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة
والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ﴾[102]
ب- النهي عن السب والسخرية واللمز والألقاب لقوله تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا
منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا
بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ﴾[103].
وقال- الرسول صلى الله عليه وسلم -: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)[104].
كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سب الأموات في حديثه:( لا تسبوا
الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)[105].
ج- النهى عن المجادلة التي تلحق الأذى بالغير، لقوله الرسول صلى الله عليه
وسلم: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)[106].
كما يمنع التجريح عند مجادلة المخالفين في الدين لقوله تعالى:﴿ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ﴾[107].
- وقد نص البيان العالمي لحقوق الإنسان في الإسلام على حرية الرأي والتعبير
في المادتين 12 و 14:
المادة 12:
(( أ - لكل شخص أن يفكر ويعتقد ويعبر عن فكره ومعتقده دون تدخل أو مصادرة
من أحد، ما دام يلتزم الحدود العامة التي أقرتها الشريعة، ولا يجوز إذاعة الباطل،
ولا نشر ما فيه من ترويج للفاحشة أو تخذيل للأمة ﴿ لئن لم
ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا
يجاورونك فيها إلا قليلا، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ﴾[108].
ب – من حق كل فرد ومن واجبه: أن يعلن رفضه للظلم وإنكاره له وأن يقاومه دون
تهيب من مواجهة سلطة متعسفة، أو حكم جائر، أو نظام طاغ... وهذا أفضل أنواع الجهاد:
(سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل ؟ قال: كلمة حق عند
سلطان جائر )[109].
ج – لا حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة، إلا ما يكون في نشره خطر
على أمن المجتمع والدولة: ﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو
الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وأولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم
﴾.[110]
د – احترام مشاعر المخالفين في الدين من خلق المسلم، فلا يجوز لأحد أن يسخر
من معتقدات غيره، ولا أن يستعدي المجتمع عليه: ﴿ ولا
تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم
ثم إلى ربهم مرجعهم﴾.[111]
المادة 14:
(( أ – لكل فرد الحق في أن يشارك – منفردا ومع غيره – في حياة الجماعة
دينيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا... إلخ، وأن ينشئ من المؤسسات، و يصطنع من
الوسائل ما هو ضروري لممارسة هذا الحق: ﴿ قل هذه سبيلي
أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ﴾.[112]
ب – من حق كل فرد ومن واجبه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يطالب
المجتمع بإقامة المؤسسات التي تهيئ للأفراد الوفاء بهذه المسؤولية، تعاونا على
البر والتقوى: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر... ﴾[113]، ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾[114]، ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على
يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب )[115].
ب ـ في القوانين الوضعية
إن حرية الرأي من الحريات الأساسية المقررة في القوانين الوضعية، فقد نصت
عليها المواثيق الدولية، وتصدرت دساتير العالم، والملاحظ أن هذه الحرية تتسع
دائرتها في الأنظمة الديموقراطية، ويضيق مجالها في الأنظمة المتسلطة، وهي في كل
ذلك ليست مطلقة – كغيرها من الحريات – إذ أنها تتقيد حينما تشكل عدوانا على حقوق
الأفراد وحرياتهم، وحينما تتصادم مع النظام العام وحسن الآداب.
وقد جاء هذا الحق في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي
نصها: (( لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء
دون أي تدخل واستفتاء الأنباء والأفكار، وتلقيها وإذاعتها، بأية وسيلة كانت دون
تقييد بالحدود الجغرافية )).
وقد أكد الدستور الجزائري على حرية الرأي في المادة 36: (( لا مساس بحرمة
حرية المعتقد، وحرمة حرية الرأي )).
وجاء في المادة 47 من الدستور المصري ما يلي: (( حرية الرأي مكفولة، ولكل
إنسان الحق في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير، أو غير ذلك من
وسائل التعبير في حدود القانون والنقد الذاتي والنقد البناء، ضمانا لسلامة البناء
الوطني )).
خاتمة
رغم وجود النصوص الواضحة المؤكدة على حرمة تلك الحقوق، فإنها كثيرا ما
تتعرض لانتهاكات صارخة، وبأشكال متعددة، ولضمان احترامها يجب تحقيق جملة من الشروط
منها:
ـ احترام الإنسان نفسه لحقوق الآخرين.
ـ رعاية مؤسسات الدولة لحقوق الأفراد.
ـ نزاهة القضاء وسلامة أحكامه، وتقرير الجزاءات الرادعة على كل من يتعدى
على حق من حقوق الإنسان.
ـ تعليم حقوق الإنسان في جميع مراحل التعليم.
ـ تنوير الرأي العام بأهمية المحافظة على حقوق الإنسان، وزرع معاني الحرية
في قلوب جميع الأفراد ليتمسكوا بحقوقهم، ويتفانوا في الدفاع عنها.
الهوامش
[1]
سورة الفرقان، الآية 1.
[2]سورة
النبأ، الآية 28.
[6] الشيخ محمد الغزالي، حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام
وإعلان الأمم المتحدة، الطبعة الثالثة، دار الكتب الإسلامية، القاهرة، 1984، ص:
80.
[28] الدكتور سليمان محمد الطماوي، عمر بن الخطاب وأصول
السياسة والإدارة الحديثة، الطبعة الثانية، دار الفكر العربي، القاهرة، 1979، ص:
379- 380.
[37] ولا يعد كافرا من أرغم على الردة بالنطق بكلمة الكفر، أو
الإتيان بعمل مكفر باتفاق فقهاء المذاهب الأربعة وكذا الشيعة الزيدية والظاهرية،
لقوله تعالى: ﴿ إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ﴾، ولقول الرسول صلى الله عليه
وسلم: ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).
- عبد القادر عودة، التشريع الجنائي الإسلامي مقارنا
بالقانون الوضعي، المجلد الثاني، دار التراث، القاهرة، د.ت.ن، ص: 707
[42] لم ينص القرآن الكريم على عقوبة دنيوية، وإنما أشار إلى
عقاب المرتد في الآخرة، مثل قوله تعالى: ﴿ ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء
السبيل﴾ سورة البقرة، الآية 108، ﴿ كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا
أن الرسول حق، وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين، أولئك جزاؤهم أن
عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم
ينظرون ﴾ سورة آل عمران، الآيات من 86 إلى 88، ﴿ من كفر بالله من بعد إيمانه إلا
من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم
عذاب عظيم... ﴾ سورة النحل، الآية 106.
[44] يرى الدكتور عبد الكريم زيدان أن: (( المسلم بإسلامه
يكون قد التزم أحكام الإسلام وعقيدته، فإذا ارتد فقد أخل بالتزامه وأساء للدولة،
وتجرأ عليها فيستحق العقاب، لأن إخلال الشخص بالتزامه يوجب عليه الجزاء ))، الفرد
والدولة في الشريعة الإسلامية، مكتبة المنار، الكويت، 1965، ص: 67.
وممن قال بهذا الرأي الشيخ محمود شلتوت في كتابه
"الإسلام عقيدة وشريعة"، ص281: ((...وقد يتغير وجه النظر في هذه المسألة
إذا لوحظ أن كثيرا من العلماء يرى أن الحدود لا تثبت بحديث الآحاد، وأن الكفر
بنفسه ليس مبيحا للدم، وإنما المبيح للدم هو محاربة المسلمين، والعدوان عليهم،
ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وإن ظواهر القرآن الكريم في كثير من الآيات تأبى الإكراه
على الدين)).
- د. حمود حمبلي، حقوق الإنسان بين النظم الوضعية
والشريعة الإسلامية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995، ص 164، 165.
[48]الدكتور
منير حميد البياتي، الدولة القانونية والنظام السياسي الإسلامي – دراسة مقارنة-
رسالة دكتوراه، كلية الحقوق، جامعة القاهرة، د.ت.ن، ص 160-161.
[51] سورة
العلق، الآيات من 1 إلى 5.
[53] سورة القلم، الآية 01.
[64]
سورة الأنعام، الآية، 83.
- فقد سئل الإمام الشافعي: كيف شهوتك للعلم ؟ فقال: أسمع
بالحرف مما لم أسمعه، فتود أسماعي أن لها أسماعا تتنعم به مثلما
تتنعم به الأذان ، فقيل له: كيف حرصك عليه ؟ قال حرص الجموع الممنوع في بلوغ لذته
للمال. فقيل له: فكيف طلبك له ؟ قال طلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره.
- وروي أن أبا يوسف –صاحب أبي حنيفة – كان يباحث في
مسالة فقهية ساعة موتة.
- و بلغت دروس الإمام الشوكاني في اليوم و الليلة نحو
ثلاثة عشر درسا.
- و قد ألف الإمام الفلوسي تفسيره بالليل، و يدرس
بالنهارثلاثة عشر درسا.
- و قد حصل بعض تلاميذ ابن جرير الطبري أيام حياته منذ
بلوغه الحلم إلى وفاته ثم قسموا عليها أوراق مصنفاته، فصار منها على كل يوم أربع
عشرة ورقة.
- قال ابن عقيل في القسم الأول من كتابه الفنون ((أما
بعد. فإن خير ما قطع به الوقت، و شغلت به النفس فتقرب به إلى الرب جلت عظمته: طلب
علم أخرج من ظلمة الجهل إلى نور الشرع، و ذلك الذي شغلت به نفسي، و قطعت به
وقتي)).
-
انظر: د. عبد الفتاح أبو غدة، قيمة الزمن عند العلماء، الطبعة الخامسة، دار
البشائر الإسلامية، بيروت، 1990، ص: 28، 29، 43، 55، 80.
[70] في كتابه: خلق المسلم، دار الشهاب، باتنة، د.ت.ن، ص 218.
[86] أقرتها الجمعية العامة لهيئة
الأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1989، ودخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 1990، وصادقت عليها
لجزائر في 19 ديسمبر 1992.
(( 1- توافق الدول الأطراف على أن يكون التعليم موجها
نحو:
- تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية
إلى أقصى إمكاناتها.
- تنمية احترام حقوق الإنسان والحريات والمبادئ المكرسة
في ميثاق الأمم المتحدة.
- تنمية احترام ذوي الطفل، وهويته الثقافية ولغته وقيمه
الخاصة، والقيم الوطنية للبلد الذي يعيش فيه الطفل والبلد الذي نشأ فيه الأصل،
والحضارات المختلفة عن حضارته.
- إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حر، بروح
من التفاهم والسلم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين جميع الشعوب
والجماعات الإثنية والأشخاص الذين ينتمون إلى السكان الأصليين.
- تنمية احترام البيئة الطبيعية)).
(( 2- ليس في
نص هذه المادة أو المادة 28 ما يفسر على أنه تدخل في حرية الأفراد والهيئات في
إنشاء المؤسسات التعليمية وإدارتها، رهنا على الدوام بمراعاة المبادئ المنصوص
عليها في الفقرة 01 من هذه المادة، وباشتراط مطابقة التعليم الذي توفره هذه
المؤسسات للمعايير الدنيا التي تضعها الدولة )).
(( 1- كل مواطن له الحق في أن ينال حظه من التعليم.
2- تقوم الحكومة باصطناع نظام للتربية القومية وتنفذه،
ويتقرر ذلك بموجب قانون )).
ـ ونصت المادة 26 من الدستور الياباني الصادر في 1963
على مايلي:
(( لكل فرد
الحق في أن ينال قسطا متساويا من التعليم تبعا لكفايته ووفقا لما يقرره القانون،
وعلى كل شخص - وفقا لأحكام القانون - أن يهيئ التعليم العام لأولاده الذين في
رعايته، والتعليم الإجباري بالمجان )).
[99] سورة
الشورى، الآية 38.
[100] راجع: د. إسماعيل البدوي، دعائم الحكم في الشريعة الإسلامية
والنظم الدستورية المعاصرة، الطبعة الأولى، دار الفكر العربي، القاهرة، 1980، ص
128 وما بعدها.
- د. حمود حمبلي، مرجع سابق، ص 214.
- د. أحمد جلال
حماد، حرية الرأي في الميدان السياسي في ظل مبدأ المشروعية، الطبعة الأولى، دار
الوفاء، الفاهرة، 1987، ص 271 وما بعدها.
[104] رواه
البخاري ومسلم.
[109] رواه
الترمذي والنسائي.
[111] سورة
الأنعام، الآية 108.