دور الشباب في خدمة الإسلام
تمهيد
إن الشباب
مجموعة من الطاقات إذا وجهت نحو الاستقامة والخير، يجني المجتمع منها خيرا كثيرا،
وإذا تركت تتجه نحو الانحراف والشر، كانت سببا في دمار المجتمع وضياعه.
أولا: اهتمام الإسلام بالشباب
أ- الآيات:
﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ
فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى(13) وَرَبَطْنَا عَلَى
قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا(14)﴾
الكهف.
ب- الأحاديث:
- تمتين مرحلة
الطفولة التي تسبق مرحلة الشباب ضمانا لصلابة الأساس:
قال صلى الله
عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع
سنين، واضربوهم عليها وهو أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع)
رواه مسلم وغيره.
توجيهات الرسول
صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (يا غلام! إني
أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فأسأل الله، وإذا
استعنت فاستعن بالله) رواه مسلم.
(يا غلام! سمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك) رواه
الترمذي.
(سبعة يُظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله: ...شاب نشأ في عبادة
الله...) رواه مسلم.
(يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض
للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) رواه
مسلم.
(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: ... عن
شبابه فيما أبلاه...) رواه الترمذي.
ثانيا: نماذج من شباب الصحابة
- علي بن أبي طالب: ينام في سرير
النبي صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته إلى المدينة وعمره عشرون سنة.
- معاذ بن جبل:
يرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن قاضيا وعمره عشرون سنة.
- أسماء بنت
أبي بكر الصديق: سجلت دورها الكبير في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم،
إذ كانت تأتيه مع صاحبه أبي بكر بالطعام وهما في غار ثور وعمرها ثلاث وعشرون سنة.
ثالثا: واقع الشباب
أ- غياب
الأهداف:
صنف يعيش بلا
أهداف، وصنف له أهداف دنيوية خالصة (المال والشهرة والمنصب...)
ب- غياب الأمل
أو ضعفه والشعور باليأس:
الأمل يحرك
دوافع العمل، واليأس يقتل الفضائل في النفوس...
ج- الانحراف في
الفكر أو السلوك أو فيهما معا:
أدى إلى ارتكاب
المظالم في حق الإسلام وفي حق الأبرياء، وانحرافهم ترجم في معاصي وآثام، من مظاهر
الانحراف:
1. عند الشباب عموما:
- إفساد الحياة
الاجتماعية.
- ارتكاب
الجرائم...
- ارتكاب
الفواحش...
2. عند الشباب الملتزم:
- التكفير.
- الطعن
والتجريح في العلماء والدعاة.
- الاهتمام
بصغائر الأمور والمسائل الخلافية.
- إشاعة الفتن.
قال شاعر:
كن رابط الجأش
وارفع راية الأمل***وســر إلى الله في جد بـلا هزل
و إن شعرت بنقص
فيـك تعرفـه***فغذ روحك بالــقرآن و اكتــمل
و حارب النفس و
امنعها غوايتـها***فالنفس تهوى الذي يدعو إلى الزلل
رابعا: الدور المرتقب للشباب
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ
سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)﴾ التوبة، ينتظر من الشباب المسلم خدمة الإسلام بكل إخلاص
وأمانة كل من موقعه:
1. دور الإمام:
كُرم الإمام
بإمامة الناس في أعظم أركان الإسلام (الصلاة)، يجب عليه أن يؤدي دوره في مسجده
وقريته ومدينته: إمامة وتوجيها وإرشادا...
2. دور القارئ:
قال صلى الله عليه
وسلم:
(خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
رواه البخاري.
(...ما
اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم
السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) رواه
مسلم.
3. دور المعلم:
- التعليم مهمة شريفة هي من وظائف الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(129)﴾ البقرة.
- إعداد جيل
متعلم.
4. دور العالم:
﴿...فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ(7)﴾ الأنبياء.
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي
إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(43)﴾ النحل.
قال صلى الله
عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء)
رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد.
- بيان حكم
الشريعة في مستجدات الحياة.
- نشر الإسلام.
- الصدع بالحق.
- إبراز كنوز
الشريعة الإسلامية بالبحث والدراسة.
5. دور المفكر:
- الاهتمام
بقضايا الأمة.
- وقاية الأمة
من الأفكار الهدامة.
6. دور المشرع:
- إبراز
الأحكام القانونية الشرعية وتبيينها.
7. دور القاضي:
- الحكم
بالعدل، قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى
أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ
اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا(58)﴾ النساء.
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(90)﴾ النحل.
- قال صلى الله
عليه وسلم: (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا
سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن
فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) رواه البخاري ومسلم.
8. دور الطبيب:
- التعامل
مع المرضى والعجزة برفق وحنان.
- ربط
الناس بخالقهم، ببيان أن الشفاء بيد الله والطبي يلتزم ببذل العناية لا بتحقيق
الغاية.
9. دور
الإعلامي:
- زرع المفاهيم
الإسلامية.
- إبراز
الحقائق.
- تحري
الصدق.
- التزام
التحليل الموضوعي للأحداث.
- تجنب
التجريح والطعن في الأشخاص والمؤسسات.
10. دور
المؤرخ:
- إبراز
القدوات التاريخية الناجحة.
- إبراز
المحطات المشرقة في التاريخ الإسلامي.
11. دور
السياسي:
- تطهير المجال
السياسي من مختلف الشوائب والآفات.
- إبراز مبادئ
السياسة الشرعية وقواعد الحكم الراشد.
12. دور
الاقتصادي:
- إبراز أسس
الاقتصاد الإسلامي.
- تأسيس بنوك
تعمل بقواعد الشريعة وترفض الربا.
13. دور
الأديب:
- التعبير
الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون.
- غرس القيم
والفضائل... في القصة الرواية والشعر.
14. دور
التاجر:
- التزام
الأحكام الشرعية في معاملاته التجارية والامتناع عن التعامل بالربا وسائر
المحرمات، قال تعالى:
﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا
يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَ... (275)﴾ البقرة.
قال صلى الله
عليه وسلم:
(رحم
الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى) رواه
البخاري.
(التاجر
الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء) رواه الترمذي
وقال حديث حسن.
(من
غشنا فليس منا) رواه مسلم
0 التعليقات:
إرسال تعليق